دُموعُ المظلومين أنا
صمتُ السنين
وبؤرةُ الساكنين
في سجونِ الكتمان
بعيدًا عن روضةِ الراقصين
أنا المتّهمُ بالوفاءِ
للصديق الذي
وضع الميزان في لحدِ القوانين
أنا الشادي
بلحنِ البائسين
على جسورِ التعدّي
خارج حدودِ الراسمين
أنا الناقمُ على ابتسامةِ الشباب
أنا الباغضُ لجمالِ السائرين
مستنكرٌ لحديث الزمان
يأبى الرضا أنا
قلبٌ رهيفٌ وهويّة جبّارين
أنا المتمرّدُ على أسوار الحرية
أنا قيْدُ الصابرين
أنا المألوفُ في زمن الغربة
وأنا الغريب
بين صخبِ الساكنين
غنيٌّ صابهُ الجشع
عجزت عنه ملذات الدنيا
أنا الفقير يكسوه المعطف الثخين
أنا الطفلُ المنعزل
الذي اعتاد أن يرى
حبالَ الوصالِ تتدلى
على أرجوحةِ الليل الحزين
أنا الَفتيّ الشادخُ
تكالبني الشيْب
أثقلتني معالم العصر
وأضناني المنطقُ الهجين
أنا ضوءٌ طالَ خبوتُه
خلف نافذةِ الصمتِ
ومِرآةٌ لاتعكس وجوهَ الواهمين
أنا ضوءٌ هاجَ بريقه
أحرقَ الفؤادَ
وأشعلَ فتيلَ الحنين.